القيادة من المقعد الخلفي

 

إن الحياة الروحية لا شأن لها بالمادة وليس من تلقائها تستمد الحياة فهي لم تكن من جنسها حتى في هذه الحياة الدنيا.

إن اكثر ما يشغل بال المؤمنين فضلا عن الجاحدين والمنكرين مسألة إمكان أو مدى صحة استمرار الحياة بعد انقضاء هذه الحياة وهل نحن حقا سوف نبعث من جديد ونحيا وإن في صورة أخرى وكيفية مختلفة إذا ما اسلمنا الروح ؟ وانه التساؤل التاريخي والتقليدي الذي توارث الغافلون اطلاقه جيلا بعد جيل وقبيلا عن قبيل : " أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ ".

قال تعالى في سورة يس :" أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *   فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ". 

فهذا التساؤل هو في حد ذاته مدعاة الى التخوف من عملية اسلام الروح لدى الاكثرية الكاثرة من بني البشر اذ بودها لو تمكنت من عدم فعل ذلك.ولكن أما نرى بأنه تكمن ها هنا تحديدا ضرورة قاهرة بالاذعان للارادة المدبرة سيما ونحن نملك ارادة نرى ونتبين كم تخذلنا وكيف تذوب من واقعنا لمجرد بروز حالة ليس لها من دون الله ما يواجهها.

© جميع الحقوق محفوظة