الله كأنك تراه

 

إن البحث في الإلهيات لا يعني المنكرين والملحدين وأهل الكفر والضلالة الاّخرين ضمن مشروع انتشالهم الى خط الإيمان والحقيقة أو مكافحة أخطارهم من أن تعود سارية في المجتمع متفشيةً في أهله، بقدر ما يعني المؤمنين مباشرة ومن وجوهٍ عديدة أبرزها :

التذكير بالله تعالى وأسمائه كلما ألمت بالإنسان نائبة أو شغله شاغل من سوءٍ أو مال به عن الحق ميل، ورغبت به عن الاستقامة رغبة أو طاف به طائف من الشيطان أو حدثته نفسه بخلاف اليقين، أو ساورته الظنون، وأحاطت به الشكوك وطوقته طوائف اللاهين، وقاربته مظاهر العبث والعابثين، أو وجده وحيدا في بيئة التافهين وبؤرة المنصرفين، أو ألقت به الظروف في جوار المستهترين، أو جمعته تقلبات الأحوال مع الفاسقين، أو رآه مستضعفا في محيط الظالمين.

فالبحث الإلهي يغني الذاكرة ويزودها بالمعلومات الكافية والادوية الشافية والحلول الناجعة المعافية، وما لم تذخر ذاكرة المؤمن العاقل بالنافع والمفيد فإنه يمسي فريسة سهلة للشياطين ووسوساتها وللنفس الأمَّارة وإيماءاتها، وللدنيا وإغراءاتها.

"إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ" سورة الأعراف اّية 201.

© جميع الحقوق محفوظة