إن سبب الاسباب في تخلف المسلمين، يكمن في سوء تصورهم للقيمة المعيارية الصحيحة للتقدم. فبينا هم مسؤولون قراّنا وتاريخا عن نشر دين الحق ومد رسالته، وبسط ظلال حضارته، إذا بهم يتخذون من أيديولوجيات أعدائهم وأنماط عيشهم، وأسمات سلوكهم، ومذاهب تفكيرهم أهدافا ويصوغون تحت تأثيرها مقاصد وبرامج وتنظيمات وتطلعات، وفي ظنهم أن في ذلك مدخلا الى العافية، ومنفذا الى النور، ومنجاة من نفق التخلف والهزيمة والتمزق والهوان.وللحق إنهم ما مُنُوا بهذه المصائب أو وحلوا في تلك المعايب الا نتيجة لسوء ظنهم بالله، وضعف تقديرهم للقيمة المعيارية الحقة التي يستبطنها الإسلام وللطاقات الجبارة المتخزنة في طبيعته الى قيام الساعة. ويهدف هذا الكتاب الى ازاحة النقاب عن المنهجية الصالحة لتقدم الشعوب الإسلامية ونهضتها واستعادة موقعها ومكانتها بإسلوب روائي تتقاطع في حوادثه قضايا الدين والدنيا، وتتعانق في تفاصيله مسائل الموت والحياة، على أن ما يلفت القارئ العزيز ويستديره الى المضمون العميق لهذا الجهد يكمن في اكتشافه لتلك المعادلة الرياضية القاضية بحقيقة التفوق الكاسح للمعسكر الاسلامي القادم بإذن الله، وحتمية انتصاره الساحق على الغرب الصهيوني في حرب كونية شاملة لا ريب فيها وذلك في بدايات عام 2027 من قرننا الحالي وما الاحداث الجارية الان والاوضاع البركانية المتفجرة في كل مكان سوى مقدمات لها وبذور ليوم الأيام الزاحف على متنها. والله تعالى اعلم.