خطايا الرجال الصالحين

 

تشكل الخطيئة المحيطة واحدة من الحقائق الفطرية القاطعة الدلالة على الواقعية الابتلائية للمسيرة البشرية، والطبيعة الإمتحانية التي تخوضها فوق مسارح اختبارها، وعبر مظاهر قدرها واعتبارها. فإنَّ ثمة حقائق فطرية تشكل عماد الطبيعة الممارسة للإنسان، وركن واقعه المذاق والمعاش.وهي تنتظم في سياق الاشارة الى معنى الوجود البشري على الأرض، ورسالته المنوطة بها، وكدحه فوقها، وجهاده في خضم تصاريفها. ولو أننا عمدنا الى تقريب هذه الحقائق بعضها من بعض، لعثرنا على عقد فريد من اللاّلئ الساطعة في دلالتها، والمؤتلقة في كشفها وإضاءتها . ففي ظلها تعيش النفس أجواء اليقين والثقة بأن خطواتها محسوبة، وإن من افعالها ما هي مخيرة ومنها ما هي مكتوبة، وإنها محفوفة بقضاء لا يفارقها ولا تفارقه، فإذا انتقلت فإلى قضاء اّخر، واختبار جديد، وإن تلك الحقيقة لا تستثني بشراً ولا يشذ عن سلطانها اّدمي قط.

© جميع الحقوق محفوظة