إن الغاية الجوهرية لهذه الرواية وما تقدمها من تمهيد وألحق بها من هامش، هي وضع الأسس الصحيح للدولة المثال تمكيناً لأبناء العروبة والإسلام من الرد إليه والقياس عليه. وإضاءةً على المساحة العامة لواقعهم ومصيرهم علهم يصحون من سباتهم وعساهم يستفيقون من غفلتهم حتى إذا ما أشرق يومهم الذي كتب الله تعالى لهم قاموا عارفين ونهضوا من كبوتهم مدركين فعمدوا الى حمل الراية واستيحاء الامانة وترسم خطى الرسالة ملبين نداء الدين لاهفين لنجدته زاحفين الى نصرته.وقد تكاملت في فصول الكتاب عناصر المجتمع القيادي ومعالم النظام النموذجي ومرتكزات الدولة الاسلامية القادرة حال ظهورها بحول الله وقوته على وقف الهزيمة ودحر الطغاة ورد الاعتبار وبسط الأمن وإرساء الاستقرار ومباشرة الزحف الرسالي الهادف الى نشر الحق والعدل والحرية والسلام والإسلام.وقد يسلك في روع البعض بأن التناول الطامح لموضوع الرواية قد أخذ منحى تزاوجت في ظلاله الدعوة والدعاء والنهضة والرجاء تزاوجاً رومانسياً مغرقا في التفاؤلية والثقة. إلا أن الواقع الذي راد مسيرة الكتاب وأرسل وحيه في أفكاره وكلماته وفصوله وتطلعاته هو ذلك الايمان المطهر النقيُّ بأن مصابنا شيء من صنعنا وبعض ما قدمت أيدينا وإن أي تلمس لخطة الخروج منه تختار سبيل الإسلام هو شأن معقود به الفرج مقرون به النصر موكول اليه تحرير البالد والعباد من دنس الصهاينة الاميركيين ووكلائهم المحليين وأذنابهم العالمين.وما ذلك على الله بعزيز .....