على عتبات الموت

 

لقد جهدت في هذا التناول ما وسعني لأجل ان اقترب من حقيقة الموت والحياة مسافة تجعلني اقرب ما يمكن اليها وأدناه منها وأصدقه تعبيراً عنها فإن أنا قصرت فإنما نصيبي منها وما قسمه لي ربي من معرفتها فأمر الله عز وجل فوق ما ابصرت وما لم ابصر وأزليته اعظم من حظي مع الحقيقة أو مقدار معرفتي لها.

وقد يكون للأخوة المطالعين نصيب من إدراكها يفوت نصيبي ورزق في استطلاعها يسمو على رزقي. فأنا لا أنكر ولا ينبغي لي بأنه فاتتني لربما أمور كثيرة ... بيد أنني متيقن وإلى حد بعيد بأن ما وفقت بفضل الرحمن اليه كافٍ لكي يأخذ بيدي وايدي المؤمنين الى شأن خطير في مسألة الموت والحياة وعنم وفير وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة.

وأيا كان الامر فغنها لن تستقيم الحياة لأهلها او تصفو وتروق لعشاقها فتطمئن وتحلو إلا على أساس وثيق من ثقافة الموت.

وفي فصول هذا الكتاب أدلة حاسمة وشواهد متزاحمة على طبيعة الحياة المجردة التي تحياها الروح عند مفارقتها البدن وإنها عبارة عن رؤيا في الجنة أو منام في النار.

© جميع الحقوق محفوظة