أخرج من هذا الكتاب على سبيل اختتامه، والفراغ من تأليفه، وكانني أخرج حقاً يقينا من جنات النعيم. وإني لألاقي من مرارة الخروج منها كما سبق ولاقيت من حلاوة الوفود اليها بل ويوشك أن يسودني ويرين على كياني شعور قويٌّ أمين بأنني باختتام هذا الكتاب. إنما أفرغ من تسجيل طائفة من الحقائق التي عشتها والكلمات التي سطرتها في ظلال وعيون، ومقام كريم في جنات النعيم فوا ويلتاه من سحابة عمرٍ تفصل بي عنها ووا لهفتاه الى موت عزيز يعيدني اليها ووا شوقاه الى من يراني ولا أراه.
وأيا كان الموقف من هذا الجهد فإنَّ انطباعا بكتابته من موقع ما من الدار الاخرة لا بد وأن يساور ذهن القارئ العزيز قياسا على ما يتضمنه وينطوي عليه من حقائق وأسرار يصعب على العقل المستلب دركها فضلا عن ملاقاتها والإتيان بمثلها.