كتاب رياح الاسلام

 

قديماً قيل : إعرف نفسك تعرف ربك . إلا أن المدارس الفكرية التي اجتهدت في التصدي لهذه المسألة، لم تتمكن من الوصول بأهلها الى الحدود الاّمنة، والافاق المريحة. ما افسح المجال لظهور فكرة اخرى استعارت كلماتها وعارضتها في منطلقاتها.... وبرزت الى ساحة العلوم والمعارف الإنسانية في مسيرة الوعي البشري مقولة: اعرف ربك تعرف نفسك وانبرت طوائف من الفلاسفة والمفكرين للدعوة اليها وقيادة الشعوب الى سبيلها وذلك على امتداد اجيال سحيقة، وقرون متطاولة، لاقت خلالها البشرية ما لاقت من ضروب التخبط والحيرة والخوف والاياس ومكثت على تلك الحال دهرا قطعته ويلات يأخذ بعضها برقاب بعض، وظلمات بعضها فوق بعض. إلى أن تداركها الله تعالى برحمته واستنقذها بوحيه وهدايته وأرسل فيها المرسلين وبث اليها النبيين مبشرين ومنذرين.

وفي ظل ذلك النور المنزل والنبأ العظيم عرف الإنسان نفسه واستيقن منزلة ربه ووعى رسالته وادرك غايته فلم تعد الحياة في عينيه احجية والموت لغزا ولم يعد الوجود في باله غموضا والقنوط سبيلا.

وفي صفحات هذا الكتاب رياح سماوية وإضاءات قرأنية تهدي الراغبين الى الحق والحريصين عليه وتنذر المقيمين على الباطل والداعين إليه.

© جميع الحقوق محفوظة