من شأن الجواد الكريم أن تسطع اّيات اسمه وتاتلق مظاهر جوده وكرمه فتنعكس نعيما في مخلوقاته وتتجلى في غضونها حقيقة ذاته. فسبحان من خلق الخلق لا لحاجة الى اكتمال ولا لفاقة الى تغيير حال وهو العزيز الحكيم.
في صفحات هذا الكتاب بمداخله الفائقة على الثلاثين، أسرارٌ عن الخلق واخبارٌ عن الوجود وكنوزٌ من المعارف الروحية وذخائر من العلوم الإلهية قلما حفل بها كتاب غيره، أو ضمها سفرٌ سواه.
مداخل الحقيقة " اّيات معرفة الخالق في النفس والوحي والاّفاق "
أن هذا الجهد المتواضع وبالرغم مما يبدو عليه من عظمة في الحجم وتنويع في التناول وإطالة في التفصيل إنما يهدف الى تبيان جانب ولو بسيط من جوانب المعنى العميق للاسم الاعظم " الصمد " فالصمد هو الترجمة القرأنية لواجب الوجود والتعبير الالهي لكلمة الهدف لكل موجود في هذا الوجود، والغاية الاساسية لمطلق الكائنات أو سبب الوجود وغاية كل موجود فهو الاله الاحد الذي لا تستقر نفس ضلت السبيل اليه.ولا مكان في الطبيعة لكائن يحيد عن خط الاستقامة لوجهه والتسليم لمشيئته، قال تعالى :"
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ " اّل عمران اّية 83